ليتني أملكُ شبراً من الأرض بالكوفه !!!

الكوفة وما أدراك ما الكوفه !!!
في زمن صدام لعنة الله عليه وبزمن الحصار اللعين وتحديداً في بدايات عام 1998 ضاقت بي الدنيا بما رحبت ومررتُ بضائقه ماليه عصفت بي وجعلتني أترك أهلي بجنوب العراق والسفر الى الاردن لعلّي أحظى بفرصة عمل . أعين بما أجنيهُ منها أهلي وعيالي هُناك ...
 وصلت وكم كانت المُفاجأه مُؤلمه !!!
البلد فقير وأهلهُ أفقر وإن بدت على ذلك البلد نهضه عمرانيه وحضاريه لا تتناسب وحال المعيشة هُناك  ..
 فُرص العمل تكاد  تكون معدومه وإن توفرت فهي " قوت لا تموت " لا تفي بمصروفي الشخصي وإيجار السكن الذي يُؤيني !!! ولكنني لم أيأس بدأت رحلة البحث هُنا وهُناك .. لعل وعسى !!
وذات ظهيره وبعد رحلة بحث مُضنِيه .. أخذتني رحلة عودتي للمرور بالساحه الهاشميه حيث تناهي لمسامعي صوت أحد الباعة المُتجولين للشاي بالنعناع .. فناديته وأخذت لي كاسة شاي وأتخذتُ لي كُرسٍيّاً قَصِيّا تحت ظل أحدى الشُجيرات ....
كان بالقُرب منّي كُشك صغير لبيع العطور يُديره رجل ثلاثيني أو أكثر بقليل مُلتحي ويلبس طاقيه بيضاء على رأسه .. أخذ يُطيل النظر بي وما هي الاّ دقائق وإذ به يتجه نحوي ويُبادرني بالسلام !! رددتُ السلام بأفضل منه فبادرني سائلاً : الأخ من العراق ؟؟  فقلتُ له نعم ..
وعلى ما يبدو تبحثُ عن عمل .. فقلت نعم ولكن تلك النعم رافقتها حسره لا إراديّه !!!
فقال لي كان الله بعونك أمثالك الكثير هُنا !! رجعوا بخُفَيْ حُنين !!
لم أُجِبهُ .. ولكنهُ إسترسلَ قائلاً :  آاااه كم أتمنى لو كان لي متراً من الارض أملكهُ في الكوفه !!!
فانتبهتُ له .. ودققت النظر فيه فبادر قائلاً : لا تستغرب أليست هي عاصمة الإمام المهدي آخر الزمان !!؟؟؟
وهل هذه الضائقة الماديه والمعنوية وما يُرافقها من ظلم وإضطهاد يُمارس ضدكم أهل العراق على وجه التحديد إلاّ تهيئة لظهور ذلك الإمام ودولته الموعوده التي ستكون عاصمتها الكوفه !!! فقلت  بالتأكيد نحنُ نعي ذلك ولكن هل أنت من الشيعه ؟؟ فقال  كُلنا مُسلمين وإن إختلفنا ببعض التفاصيل ولكنني أعتنق مذهباً قريباً منهم أنا من الصوفيه  !! فقلت له بالتأكيد نحن أخوة بالاسلام .. وصار يسألني وأجُيبه وأسألهُ ويُجيبني عن مختلف المواضيع الخلافيه بيننا وكذلك عن مًستجدات الأمور وما هو مُتوقع مُستقبلاً .. مضت ساعات ونحن على هذا الحال .. الى أن قررت العوده الى مقر سكني للإستراحه .. فقال لي ماذا أنت فاعلٌ يوم غد ؟؟ فقلتُ له قررتُ العودةُ للعراق فبلد يحتضن عاصمة الإمام روحي له الفداء حريٌّ بي أن لا أُفارقهُ طرفة عين حتى وإن نهشني الفقر فيه أنا وعيالي !! فعُدتُ وأنا على يقين وبينةٍ من أمري ,, فمضت تلك السنين وسقط نظام صدام فيما بعد وتوالت سنين الديمقراطيه الزائفه في دولة بني العباس التي  لا زالت تحكمنا حتى هذه الايام  .. وكبر العيال وزوجتُ بعضهم ورزقني الله بأحفاد . ومرّت أيام وليالي العوز تلك دون أن يكون لها أيُّ تأثير !! فما هو مأمولٌ من مُستجداتٍ وأمور طغى على آلامي الشخصيه وجعلني أتطلّع لظهور إمامي المهدي عليه السلام بكل وعي وإقتدار .. ولا زلت أقرأ له صباح كل يوم دعاء العهد وفي كل جمعه دُعاء الندبه لعلّه يرأف بحالي ويُسجلني من عُمّار عاصمته العاملين بخدمته .. إن لم أرتقي لمقام الأنصار

_هذا البلد الذى قد قامت كل الدنيا بمحاربته ..ولم يبقى به مكان لم يحتضن جثمان حكايه من هنا وهناك ..

هذا البلد الذى سالت على اطرافه المتراميه شلالات الدماء وفى قلبه سالت الاضحيه الربانيه ..بلد الحسين والعباس 

بلد الانبياء والمرسلين بلد الصالحين والمعلمين بلد المقامات والقامات بلد الجنه والنار ..بلد يجمع بين الغرب والشرق 

وبين الشمال والجنوب وبين الحضاره والقدم به من كل الاديان والاعراق بلد التاريخ القديم والحديث به عاصمة العالم 

القديمه بابل وسومر صانعة الحضاره واشور بلد ادم وحواء والانبياء  ومنه فار التنور واليه سيعود الجميع بلد السلام 

والشقاء عواصمه حكمت الدنيا واخرها بغداد (هبة السماء )او الحديقه ...نعم عاصمة تدمرت الف مرة واعيد بناءها  الف مرة ..


ولكن ..

_بعد ايام قلائل على ما اعتقد سنرى عودة العاصمه الاخيره للعالم ..وهى الكوفه عاصمة الامام المهدى عجل الله ظهوره الشريف

ليحكم منها ليس فقط  العراق لكن ليحكم منها كل الدنيا ..كل الكره الارضيه ..ولتكون بلاد ما بين النهرين هى التى تجمع العالم كله 

بين دفتين النهرين ويكون بين ضفافهما الامن والامان الذى لم تعرفه بحياتهما ..والعاصمه الكوفه التى اسشهد بها امير المؤمنين صلوات الله 

عليه وبها بيته ومسجده وبها مرقده فى النجف الاشرف وبها وادى السلام وبها بحر النجف الذى بدء من جديد فيضانه ليجعل الكوفه عاصمه 

الضفاف ولتكون اجمل بلاد الدنيا قاطبه ..فالانهر والبحر والبساتين والارض الزراعيه والمساحات المليئه بالنخيل فما هى الا قطعه من الجنه 

وما نعتقده بان كل الامكنه بالعالم سيتعرض لدمار الا الكوفه والنجف وكربلاء فانها بمامن حقيقى لما لهم من قدسية عند الله رب العالمين فهو 

نعم الحافظ ونعم النصير ...نعم يا اخى ابو يوسف ..انها ديار الانبياء والائمه ..انها طريق الحياه نعم منها كانت اول حكايه  ولكن ها هنا 

فى الكوفه ستكون الحكايه الاخيره ..الكثير من الناس لا يعتقد  بهذا ..ولكن نحن مؤمنين بهذا كمن يراه ..لان ادوات صناعة العاصمه المثلى 

العاصمه الفاضله هى فقط من صلاحية المولى صاحب وزعيم الدوله الالهيه التى بدءت تزءر تحت الارض لتزحزح ما يعلوا الارض وتصنع لها مكانا وتبيد كل ما اقيم 

على الارض من حرام وربا ..لتزيله ويبقى فقط الحلال الحلال الصافى ..فتكون الكوفه بذلك هى اول بلد يعمر بعد الخراب ..واول بلد سيشهد

النهضه العمرانيه المستقبليه التى ستكون مثال للجنان والكمال العمرانى الاسلامى ..ففى دولة الامام كل شىء يكون ملائكى ..(اى كامل 

الصوره)...كامل الاناقه ومستوحى من الجنه ..وستكون مدينة الكوفه مدينه الاحلام ..ومدينه السلام ..تستقبل جميع المؤمنين من كل مكان 

بالعالم ..وبالنهايه ما اريد قوله ..لاخى ابويوسف لا تحتاج الى الشراء الان فالامام قد وضع مخطط ربانى لكل عاشق ولكل واحد من 

المؤمنين باعطاءه  ارضا وبيتا وبستانا وحديقه وووووو الى ما لا نهايه ..



_اخى ابويوسف لا عليك الفرج بدء يدق اطراف السماء ..والارض تستعد لاخراج زخرفها ..وخيول الله تهيئت ..فانا اراهم قد شدوا سروج 

خيولهم ..ورجالها ركبوا صهوات خيولهم وكانى ارى اثر غبار خيولهم قد لاح للاعمى قبل البصير ونقع حوافرهم بدء يخرج من كل اصقاع 

الارض ..

واللهم صل على محمد وال بيت محمد الطيبين الطاهرين