الواقع الميداني و العسكري في سوريا

الواقع الميداني و العسكري في سوريا

الواقع الميداني و العسكري في سوريا
14/03/18 الساعة 12:29 صباحًا

حسان الحسن

بعد التقدم الميداني، الذي يحققه الجيش السوري في مختلف جبهات القتال، وخصوصاً في محيط العاصمة دمشق، أقدم التكفيريون ومن يقف خلفهم على فتح “جبهة الجولان”، في محاولةٍ لتحقيق هدفين في آن، أولهما عسكري والآخر سياسي، وفقاً لحسباتهم، بحسب مصادر سورية واسعة الاطلاع.
أولاً: من الناحية العسكرية، تهدف المجموعات المسلحة من خلال إشعال “جبهة الجولان” إلى محاولة تخفيف الضغط الذي يمارسه الجيش على ما تبقى من مسلحين “المعارضة” المنتشرين حول العاصمة، غير أن هذه الخطة، ستبؤ بالفشل، بعدما نجحت القوات السورية في إقامة التوزان بين مختلف جبهات القتال، وبهذا اضحى لدى كل واحدة منها عناصر الصمود الكافية، التي تمكنها من التماسك والاستمرار، على ما تؤكد مصادر ميدانية متابعة. وتلفت الى أن نجاح الجيش في اقتحام مدينة “يبرود” في شمال العاصمة، واستهداف تجمعات المسلحين خير دليل الى ذلك.
ثانياً: اي من الناحية السياسية، يسعى العدو الاسرائيلي إلى طرح قضية “الجولان” في أي تسوية مرتقبة، بعد سقوط اتفاقية ” فصل القوات” الموقعة بين سورية و “إسرائيل” في العام 1974 ، بعد خرقها من الطرفين، أثر تحريك “الجبهة” من التكفيريين مؤخرا، ما استدعى تدخلاً عسكريا ًكاملاً للجيش السوري، بعد كانت النقاط العسكرية المتاخمة للحدود مع العدو في “القنيطرة”، تقتصر على بعض مخافر الحراسة. ولكن حتى اليوم لم يتضح تماماً ما تسعى اليه “إسرائيل” في غياب اي رؤية استراتيجية دولية، لاسيما أميركية، لمرحلة ما بعد نهاية الازمة السورية، بحسب مرجع استراتيجي.
وفي السياق، حذّر باحثون استراتيجيون “اسرائيليون” من فتح الجبهة الآنفة الذكر، خوفاً من إنتقال عناصر من حزب الله اليها، لاسيما انه يحظى بثقة الدولة السورية، او انطلاقة مقاومة سورية مماثلة “للحزب” في القنيطرة.
بالعودة الى الشأن الميداني، وبالانتقال الى حلب، تشير مصادر ميدانية الى انه لم يعد للمسلحين دور استراتيجي مهم في الشهباء، بعدما تمكن الجيش من فك الحصار عنها، وبالتالي فتح خط جوي (مطار حلب الدولي) وأكثر من خط بري اليها، فطريق “حلب- خناصر- السلمية- اوتوستراد حمص- دمشق” سالك وآمن، على ما تؤكد المصادر.
وتلفت الى ان جل ما يقوم به الجيش راهناً، هو تطهير مناطق ريف حلب ومحيط سجنها المركزي.
وفي حماه، يحاول بعض التكفيريين التقدم نحو منطقة الغاب الشرقي المختلطة مذهبيا من جهة تدمر، كونها تشكل أرضاً خصبةً للفتنة، في حال اقدم على ارتكاب مجازر فيها، وفقاً لحسابتهم ونهجهم المعتاد، ولكن الجيش يقوم بالمقتضى، تقول المصادر.
وفي الرقة، يبدو ان المسلحين لم ييأسوا من محاولة اقتحام مقر “الفرقة 17″، ولكن من دون جدوى، على حد قول المصادر.
أما في ريف حمص الغربي، فقد تمكن الجيش السوري من محاصرة بلدة الحصن اكبر معاقل المسلحين ، ويطالبهم بتسليم انفسهم قبل اقتحامها .
وفي هذا الصدد، يعتبر مصدر في المعارضة ” الا خيارت عسكرية جديدة قد تعدل في موازين القوى على الارض في المدى المنظور، وبالتالي فان الحل الوحيد للازمة يكون من خلال الحوار، واتباع السبل السياسية لا غير”.
وعن امكان حصول الانتخابات الرئاسية، يرجح المصدر حصولها في مواعيدها الدستورية في حزيران المقبل، لطالما ان مؤسسات الدولة السورية لاتزال قائمةً.
وعن حظوظ الرئيس بشار الاسد بالفوز بولاية ثالثة، يشير المصدر الى ان الشروط الدستورية لقبول الترشيح الى الرئاسة، لاتنطبق على اي من “المعارضة الخارجية”، خصوصاً المادتين اللتين تنصان: “على أنه لا يحق لاي سوري محكوم بجنحة شائة او جرم مخل بالثقة الترشح الى الرئاسة، وأن يحظى على الاقل بتأييد 35 عضواً من مجلس الشعب. ويعتبر أن الاسد المرشح الاوفر حظاً في الوقت الراهن، خصوصاً في ضوء الانجازات الميدانية التي يحققها الجيش.
المردة