هل بتنا على شفير الحرب المنتظرة ؟

من طرف **النور القادم** الإثنين مارس 24, 2014 3:46 pm

هل بتنا على شفير الحرب المنتظرة ؟

هل بتنا على شفير الحرب المنتظرة ؟
14/03/24

حسن مصطفى جمال الدين

تجري التحضيرات على قدم وساق في كل من تركيا والأردن ولبنان لخوض غمار المعركة الأخيرة في دمشق .. ولا أدري ان كانت كما يقول المراقبون أنها المعركة الأخيرة فعلاً أم أنه يا ما في الجراب يا حاوي ..؟؟
منذ أن اندلعت التظاهرات في اوكرانيا والمؤشرات جميعا تشير الى نفاذ الصبر الأمريكي من رتم ايقاع السياسة الروسية السورية الايرانية الناجحة في الميادين العالمية ..
وأن العم سام قد قرر أخيراً ان يقصر من اشواط اللعبة على طاولة الرهان ، حيث أن الميزانية الأميركية عاجزة كل العجز عن مجاراة المقامر الروسي المليء الجيوب ، خصوصاً وانه قد بدأ يقضم المساحات التي كانت تتحكم بها امريكا لوحدها منفردة ، وتماماً بعد الخريف العربي الفاشل الذي الفت سيناريوهات مسرحياته الطائفية الدموية ، الولايات المتحدة الأميركية ، وبعد الصحوة العربية لشعوب المنطقة وفهم المؤامرة التي حيكت ودبرت فصولها بليل أسود تحت مسمى مذهبي بغيض أو اسلام سياسي مصنع في الغرب ..
لكن وعلى ما يبدو ، فان مساعي الولايات المتحدة تبوء بالفشل الذريع في كل مرة ، اذ انها وبمجرد دخولها المنطقة المحظورة كخط دفاعي أحمر (اوكرانيا) فإنها قد اعطت الضوء الأخضر الى روسيا بتسليح أطراف حلف المقاومة بما كانت تعتبره الأخيرة لا أوان له الآن أو أنه محضور في الساحة الدولية ، وأن الرّبيبَ الذي كان حرامٌ شد أذنيه البارحة (اسرائيل) ، قد صار واجباً كسر رأسه ورجليه اليوم ، ورجال ذلك الميدان موجودون وفي لهفٍ على الأرض دون الحاجة الى إعلان حرب عالمية ..
كييف مقابل تل ابيب ..
معادلة لم يتردد تجاهها بوتين ولا طرفة عين أو جهد في حساب موازين الأرقام فيها ..
خصوصاً وأننا قد رأينا رده الارتجالي القيادي الدقيق في قضية القرم ، وكيف جعل من ضمها الى البلد الأم روسيا ، عيداً وطنياً سيحتفل به الروس طويلاً لحكمة القيصر ، كما سيتذكر الأمريكان النكسة طويلاً لبلاهة الساسة المتخبطون فيها ..
القرم طبول للحرب فقط .. وتل أبيب المقصد
ناهيك عن أن سوريا نفسها ليست في وارد الخسران او التضحية بها لدى روسيا أو الصين أو ايران ، أو حتى رجال الله في حزب الله ، أو الرجال الشجعان الذين أتو زاحفين من العراق ناذرين ذبائح للرب ، من أشباه بشر ، أو يقضي الله أمراً كان مفعولا ..
اذاً .. فالمنطقة مقبلةٌ على جهنم من حمم أو أنهار من دم ولا أدري اذا كان الدم كفيلاً بإطفاء تلك النيران التي ستلتهب ..؟
ولا أدري اذا كان قد فات الادارة الأمريكية الرعناء ، على الرغم من أن أوباما أخف الرؤساء الأمريكان رعونة ، أن حلفاً قد استطاع افشال كل مخططاتها رغم الكم الهائل من السلاح والمال والمرتزقة والجهد الاستخباري والآلة الاعلامية المهولة التي تم استخدامها على بقعة من الأرض صغيرة كسوريا وكأنها العالم بأسره ، لا أدري اذا كان قد فاتها بأن الأوان قد فات على تراجع أي طرف من الأطراف عن الذود عن دمشق بكل غال مهما غلا وكل نفيس مهما ندر ..؟؟
وما نشهده اليوم من حالة هستيرية رعناء غبية ، تعتري العدو الغاصب في تل ابيب ، ما هو الا مؤشر فاضح الى وصول الأمور حد خواتيمها ، وما إعلان تل ابيب على الملأ احتضانها للجماعات المسلحة اللاعبة على الأرض السورية ، الا كشفٌ عن ما كان حرامٌ كشفه في أيام ما يصطلح عليه الحكم الشرعي (بالحرام) .. الحرام قد تجاوز في المرتبة الشرعية حدود المكروه وتعداها لكي يقفز الى مرتبة الحلال ..
ولن يعدم اليهود المفتي لذلك الفعل الحرام ، فوعاظ الناتو اكثر من أن يعدهم أو يحصيهم القلم ، لحاً طليقة بغترة دون عقال ، أو لحاً مقصرة بعمامة بيضاء أزهرية المنبت ، أو أو أو ..
فبلاد المسلمين ولادة لبني السفاح والحرام رغم أحكامهم الشرعية التي تبدو للعيان أنها تحد من ذلك الفعل الشنيع القبيح ..!!
اسرائيل اذاً في زاوية الخوف الحقيقي اليوم ، وهذا يعني أن هنالك ثمة من زود الرجال الذين وضعوا نصب أعينهم القضاء عليها ، زودهم بما يمكنهم من ذلك الفعل ، وهذا يعني ايضاً بأننا قد دخلنا مرحلة جديدة وجدية من الصراع في المنطقة ، كانت محظورة السيناريو من قبل ومحضورة الحدود ايضاً .
غداً اذاً هو يوم الآزفة .. يوم الوجود أو عدمه لكل اطراف النزاع والصراع ..
من سوف يكون يا ترى ومن سوف لن يكون ..؟
أصحاب الأرض والوطن أم الدخلاء فيها ؟
سوريا .. أظن أنها قد تجاوزت مرحلة أن كل حجارة فيها قد غدت مقاتلاً له عينين
وله قلب ومجرى دماء
سوريا قد نضجت فيها كل الفاكهة الفجة أمس ، بل وحتى نباتها العشواء قد صار ثمر
وسوريا لم تعد وحدها وهذا من البداهة فهمه ، ليس عربياً فحسب ، وانما في كل مكان من الأرض قد مل سطوة الغبي سام على مقدراته وأمنه وسيادته ..
الجيش الروسي ووفق معلومات ، قد صار كثير من ضباط استخباراته وضباط المنظومات الصاروخية لديه يعملون جنباً الى جنب مع ضباط الجيش العربي السوري على أرض الميدان وعلى مستوى الفرق والمجموعات ايضاً ، ناهيك عن الجسور الجوية والبحرية التي تكفلت بنقل ما خف وزنه واحتد بصره ، ليس الى المستودعات فقط ، بل الى ارض المعارك وعلى أهبة الانطلاق والعمل .. ليس هذا فحسب ، فالبحر أيضاً صار يشكو زحام الحديد العائم الروسي ، فربما فكر السلطان من أنقرة أن يلوي ذنب الخديعة في فم اخوان الشياطين لعلهم يقضمون من المغنم الخسران كعادتهم ، لقمة الذليل ..
إيران هي الأخرى قد فعلت نفس الشيء ، جنوداً وضباطاً وسلاح ..
العراق بالمثل فعل .. ورجال العراق اليوم ولأول مرة من تأريخ أمتنا المخزي ، يملؤون الأرض في سوريا خيلا ورجال .. رجال لا تأخذهم في الله لومة لائم ولا يخشون قطعان اللملوم التائه من وحوش الصحراء ، كعمهم الحمزة صياد الأسود ..
حزب الله المنظم .. القادر على خوض ثلاث معارك استراتيجية في آن واحد بشهادة العدو ، موجود على أرض المعركة وساحات الوغى في كل مكان من أرض سوريا الحبيبة وعلى الثغور حيث قطعان الضباع الغادرة تنتظر ساعة الغدر الموعودة ، وليس هذا فحسب ، وانما الجليل ايضاً ينتظر أن يزهو ترابه بتلك الغراس .. وما بعد ما بعد الجليل ..!!
في المقابل .. أمريكا لن تدخل الحرب .. بل سيخوضها عنها مرتزقة الطائف أو الطائفية ، لا فرق في التسمية ، كجنود ، وأشباه الملوك العربان كممولين وقادة لهذه القطعان الذاهبة لهاثاً فطرياً غبياً الى الحتف والمذبح ، وأمريكا تعلم تمام العلم ، على عكس عربان الجزيرة ، أن هذه الحرب غير مضمونة النتائج أو النصر ، وانها يجب عليها أن تحتفظ بما تبقى من الهيبة ، وليس عليها الآن ان تخسر كل شيء .
اذاً هي حربٌ بالوكالة من قبل الطرفين ، روسيا وأمريكا .. ونحن راضون بحصتنا هذه من التسمية ، ما دام دفاعنا عن مقدسات أمة حتى لا تلاك في فمٍ نجس ولعابٍ دعي ..
ونترك للآخر حصته الطائفية القذرة وانتمائه النتن ، نسباً وعقيدة ، لصهاينة اليهود في العالم اليوم ، أو لأبي لهب وأمية أمس ..
هذه هي الحدود ما بين سوريا وفلسطين المحتلة من ناحية الجولان ، قد قام العدو الاسرائيلي بتطهيرها من الالغام التي زرعت فيها إبان الحرب في عام 1973 ، لكي يتسنى له أو لرجاله بالنيابة ، من منظمات إسلايهودية ، ادعت ظلماً وزوراً أنها تمثل أهل السنة والجماعة وهم منها براء .. لكي تكون المنطقة محوراً من محاور الهجوم على دمشق ، محور آمن الخطوة لجنودٍ مرتزقة تعهدوا بأن يحفظوا أمن اسرائيل ..
وتلك هي الحدود مع المملكة الطارئة ذات المَلك الهجين ذو اللكنة العربية المكسرة ، وابن أشهر العربان خيانة ، حتى لقد فاق أبا رغالٍ وتعداه صيتاً وسمعة ، المملكة اللاعربية اللاهاشمية الأردنية ، تلك هي الحدود فيها تغلي بنسل ابن عمه أبا لهب وما تب ومن تب ، استعداداً لساعة الصفر التي سيحددها الاسرائيلي والامريكي ..
ومعلومات تشير الى أن في تركيا من يستعد سراً ، على رغم التفاهمات التركية الايرانية ، من يستعد لهذه المعركة وهو جاهز تماماً لتلك الساعة الصفر وان كانت تمويهاً لإيهام جنود الحق عن موقع المحتدمة ومكان الهجوم الأكبر .
وعلى تخوم لبنان أيضاً ، فان الشمال السني السلفي الوهابي ، مع كل الأسف ، جاهز لتلك الساعة
ولا ندري بعدُ ، ما اذا كانت المنطقة الغربية السنية السلفية الوهابية ، كالرمادي والأنبار وغيرها ، مع الأسف أيضاً ، من ناحية العراق ، قد يدخل مرتزقتها المعركة أم ان القيادة العليا الاسلامية الأمريكية السنية الوهابية ، مع الأسف أيضاً ، لم ترى له ضرورة لابتعاده عن محور الشام حيث يقف الأسد في وجه كل هذه الحشود وليس وحيداً والحمد لله ..؟؟
الأيام القادمة أيامٌ فاصلة من عمر الصراع في العالم ما بين الخير والشر عبر آلاف السنين ، ولا ندري ما إذا كان سينتهي ها هنا ذلك الصراع أم اننا خلقنا لأجله فقط وليس لأجل شيء آخر كما توهما أو اوهمنا نحن البشر ..؟؟
الذي أدريه فقط ، أننا على أهبة الاستعداد جميعاً حجراً وبشر ، وأننا لسنا لوحدنا نخوض معركة الشرف والبقاء ..
نصف العالم معنا أو أكثر ، يخوض هذه المعركة ، فإما عبيداً ولا قيامة ، واما سادة كما نحن وهيهات منا الذلة