منتدى علامات الظهور والوعد القادم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حقيقة خطيئة نبى الله داوود عليه السلام ..

اذهب الى الأسفل

حقيقة خطيئة نبى الله داوود عليه السلام .. Empty حقيقة خطيئة نبى الله داوود عليه السلام ..

مُساهمة من طرف النور القادم الإثنين مايو 19, 2014 3:58 am

_حقيقة ذنب داوود علية السلام ..



قال الله تعالى في كتابه الكريم : «يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ان الذين يضلون عن سبيل الله ...»(1) . 
من هو داود ؟ 




نبي الله داود عليه السلام احد كبار انبياء بني اسرائيل ، وقد كان حاكما لدولة كبيرة ، وقد ورد ذكر مقامه العالي في عدة آيات من القرآن الكريم. 
داود عليه السلام الذي منحه الله قدرة واسعة ، حتى ان الجبال والطيور كانت مسخرة له ، ويسبحن معه حيثيقول تعالى : «انا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق * والطير محشورة كل له اواب»(2) . 
من نعم الله عز وجل على داود ان سخر له بكل مجاميع الطيور كي تسبح الله معه ، وكذلك الجبال مسخرة لداود ومطيعة لاوامره وتسبح معه البارئ عز وجل ، وتعود اليه «كل له اواب» اي كلها تعود الى داود بعدما ترتحل من اماكنها . 
اراد الله عز وجل ان يواسي النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم عندما آذاه المشركون 

1ـ ص : 26.
2ـ ص : 18ـ 19. 





وعبدة الاصنام في مكة والمدينة ، فضرب له الامثال وقال عز وجل : «اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داوود ذا الايد انه اواب»(1) 
فداود مع هذه القدرة العظيمة التي منحها اياه رب العالمين ، لم يسلم من تجريح الآخرين ، وفي هذا الكلام مواساة لخواطر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ان هذه المسالة لم تنحصر بك يا رسول الله فقط ، وانما شاركك فيها كبار الانبياء عليهم السلام ايضا . 
وروي انه لما مات النبي طالوت ، وكان اسمه «شاول» ايضا ، ملك داود على بني يهوذا ، وكان لداود نسوة قد ولدن منه اولادا . 
واجتمعت بنو اسرائيل من الاسباط على تمليك داود فملكوه بعد سبع سنين ملكها على بني يهوذا خاصة ، وهي بيت المقدس ، وبنى بها منزلا ، وتزوج النساء ، فولد له بعد ان ملك اولاد كثيرين ، وعز ملكه ، واعظمته بنو اسرائيل ، وكان سليمان افضل ولده ، واصبح نبيا بعد ابيه . 
وكان داود عليه السلام شجاعا وقاتل في معارك كثيرة وحروب قوية منها : قتاله مع الحنفاء فهزمهم ، وقاتل اهل مؤاب وهزمهم ، وقاتل اد دازار ملك سوبا فهزمه ، واخذ له الف مركب وسبعة آلاف من الخيل . 
وعندما اجتمع اهل الشام ودمشق ليقتلوا داود ، فقتل منهم ـ اثنين وعشرين الفا ، واستحوذ على الارض ، فكان اهل الشام جميعا عبيدا له .(2) 
اما من حيث قدرته السياسية ، فقد كانت حكومته قوية ، ومستعدة دائما لمواجهة الاعداء بكل قوة واقتدار ، حتى قيل ان الآلاف من جنده كانت تقف على اهبة الاستعداد من المساء حتى الصباح في اطراف محراب عبادته . 

1ـ ص : 17.
2ـ تاريخ اليعقوبي : ج1 ص51. 





ومن حيث قدرته الاخلاقية والمعنوية والعبادية ، فانه كان يقوم معظم الليل في عبادة الله ، ويصوم نصف ايام السنة . 
واما من حيث النعم الالهية ، فقد انعم الله عليه بالكثير من النعم الظاهرية والباطنية . 
وخلاصة القول : ان داود عليه السلام كان رجلا ذا قوة وقدرة في الحروب والعبادات والعلم والمعرفة والسياسة ، وكان ايضا صاحب نعمة كبيرة . 
قضاء النبي داود عليه السلام : 


كان داود عليه السلام ذا علم واسع ومهارة فائقة في امر القضاء ، واراد الله سبحانه وتعالى ان يمتحنه ، فارسل له شخصين تسورا عليه جدار محرابه ليحتكما عنده ، كما ذكرت لنا الآيات المباركة من سورة «ص» من آية 21ـ 25 ، حيث : «وهل اتاك نبأ الخصم اذ تسوروا المحراب ، ... الخ»(1) . 
وذلك عندما كان داود عليه السلام في محرابه ، وكان محاطا باعداد كبيرة من الجند والحرس ، فاذا برجلان تسورا جدران المحراب ودخلا عليه من دون استئذان ومن دون علم مسبق ووقفا امامه فجاة ، ففزع داود عند رؤيتهما ، وظن انهم يكنون له السوء . 
الا انهما عمدا بسرعة الى تطييب نفسه واسكان روعه وقالا له : لا تخف نحن متخاصمان تجاوز احدنا على الآخر ، فاحكم بيننا وارشدنا الى الطريق الصحيح . 
وطرح احدهما المشكلة فورا على داود عليه السلام وقال : هذا اخي ، يمتلك 

1ـ ص : 21ـ 25. 





(99) نعجة ، وانا لا امتلك الا نعجة واحدة ، وانه يصر علي ان اعطيه نعجتي ليضمها الى بقية نعاجه ، وقد شدد علي القول واغلظ . 
وهنا وبسرعة التفت داود عليه السلام الى المدعي وقبل ان يستمع كلام الآخر واصدر الحكم وقال : 
من البديهي انه ظلمك بطلبه ضم نعجتك الى نعاجه . وبعد اصدار الحكم خرج المتخاصمان وغادرا المكان بدون كلام واعتراض . 
وبعد خروجهما غرق داود عليه السلام في التفكير ، رغم انه كان يعتقد انه قضى بالعدل بين المتخاصمين ، فلو كان الطرف الثاني مخالفا لادعاءات الطرف الاول ، لكان قد اعترض عليه ، اذن فسكوته هو خير دليل على ان القضية هي كما طرحها المدعي . 
ولكن آداب مجلس القضاء تفرض على داود ان يتريث في اصدار الحكم ولا يتعجل ، وكان عليه ان يسال من الطرف الثاني ايضا ثم يحكم بينهما ، فلذا ندم كثيرا على عمله هذا ، وظن انما فتنه الباري عز وجل بهذه الحادثة . «وظن داود انما فتناه» . 
وهنا ادركته طبيعته ، حيث انه اواب ، رجع الى ربه طالبا منه العفو والمغفرة وخر راكعا وساجدا تائبا الى الله العزيز الحكيم . 
وبعد ذلك شمله الله سبحانه وتعالى بلطفه ورحمته وعفا عنه زلته من حيث ترك العمل بالاولى ، وان له منزلة رفيعة عند الله ، كما توضحه الآية المباركة : 
«فغفرنا له ذلك وان له عندنا لزلفى وحسن مآب»(1) . 
كانت هذه الحادثة من جملة الحوادث التي امتحن الله عز وجل بها انبيائه 

1ـ ص : 25. 





ورسله ، في الواقع مثل هذه الابتلاءات والامتحانات لا تقلل شيئا من شأن ومقام الانبياء والرسل ، بل تزيدهم ايمانا واعتقادا بالله تعالى . 
وفي نفس الوقت هي دروس وعبر وتجارب لنا جميعا نستفيد منها ونعتبر بها ، من اجل سعادتنا وسعادة الامة في الدنيا والآخرة ، فاعتبروا يا اولي الابصار .. . 
ملاحظات : 



مع كل الاسف نرى ان اعداء الله من المنافقين والمخالفين من جهة ، والجهلة من جهة اخرى ، بالاضافة الى مؤلفي القصص الخيالية الذين يكتبون دائما قصص عجيبة وكاذبة من اجل المصالح المادية والسياسية ، قد لعبت اياديهم الخائنة والنفوس الحقودة على الاسلام والمسلمين ، والتي ذكرت في كتب الانجيل والتوراة والزبور المحرفة ، القصص العجيبة والغريبة في حق الانبياء العظام . 
ولو طرحت مثل هذه القصص على شخص لا يمتلك سوى القليل من العقل والادراك ، لأعترف بان قصص التوراة المحرفة حاليا ، ماهي الا خرافات ، وان اعداء الدين واعداء الانبياء هم الذين صاغوا مثل هذه الخرافات ، وعلى هذا قررنا عدم ذكر مثل هذه القصص والحكايات الباطلة والضعيفة سندا . 
وقد وردت جملة من الاحاديث عن الائمة الاطهار عليهم السلام ، في تكذيب وبشدة تلك القصص الخرافية والقبيحة الواردة في التوراة ، ونذكر منها ماورد في قصة النبي داود عليه السلام : 
روي عن الامام امير المؤمنين عليه السلام يقول فيما روي عن قصة داود عليه السلام والمراة الجميلة ، او قصة زواجه مع زوجة «اوريا» ، وغير ذلك . 




قال عليه السلام فيه : «لو اوتي برجل يزعم ان داود تزوج امراة اوريا الا جلدته حدين ، حدا للنبوة وحدا للاسلام»(1) . 
وقد ذكرت قصة داود عليه السلام والطائر في مجلس المأمون وبحضور الامام الرضا عليه السلام ، وعندما سمع الامام عليه السلام الكلام ، ضرب على جبهته وقال : «انا لله وانا اليه راجعون ، لقد نسبتم نبيا من انبياء الله الى التهاون بصلاته حتى خرج في اثر الطير ، ثم بالفاحشة ، ثم بالقتل» . 
فسئل الامام الرضا عليه السلام : يا ابن رسول الله ، ما كانت خطيئة النبي داود عليه السلام ؟ 
فقال : «ويحك ان داود عليه السلام انما ظن انه ما خلق الله خلقا هو اعلم منه ، فبعث الله عز وجل اليه الملكين فتسورا المحراب ، ـ وتخاصما عنده ـ فعجل داود على المدعى عليه فقال : «لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجه» ولم يسأل المدعي البينة على ذلك ، ولم يقل للمدعي عليه : ما تقول ؟ فكان هذا خطيئة رسم الحكم ، لا ماذهبتم اليه ، الا تسمع الله عز وجل يقول : «يا داود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق» . 
فقال : يابن رسول الله فما قصته مع اوريال ؟ 
قال الرضا عليه السلام : «ان المراة في ايام داود كانت اذا مات بعلها او قتل لا تتزوج بعده ابدا ، فاول من اباح الله عز وجل له ان يتزوج بامراة قتل بعلها داود عليه السلام ، فتزوج بامراة اوريا لما قتل وانقضت عدتها ، فذلك الذي شق على الناس من قتل اوريا»(2) . 
يستفاد من هذا الحديث ، ان داود عليه السلام نفذ ما جاء في الرسالة الالهية ، الا ان اعداء الله والجهلة ، حرفوا الكلام عن مواضعه . 

1ـ مجمع البيان في آيات البحث ، عنه الامثل تفسير سورة ص .
2ـ عيون الاخبار ، ما نقله نور الثقلين : ج4 ص445. 

حكم ومواعظ من حياة الانبياء ـ الجزء الثاني 229 



فهل يمكن ان ينتخب البارئ عز وجل شخصا ينظر الى شرف المؤمنين والمقربين منه بعين خؤونة ، ويلوث يده بدم الابرياء ، خليفة له في الارض ، ويمنحه حكم القضاء المطلق ؟! 
هذا وقد استخدمت التوراة عبارات يجل القلم عن ذكرها ، لهذا نصرف النظر عنها . 
وروي ان داود عليه السلام لما تزوج بامراة اوريا بعد وفاة زوجها ، ولدت له سليمان عليه السلام واصبح نبيا بعد ابيه . 
هذا ايضا دليل آخر على صحة زواج داود عليه السلام من امراة اوريا ، وكما امره الله تعالى بذلك ، لان الانبياء يولدون من ارحام طاهرة مطهرة ، وكلهم معصومون ومنزهون عن السهو والخطا .(1) 
الصفات العشرة 


1ـ الله سبحانه وتعالى يأمر نبي الاسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، رغم مكانته العالية بان يتخذ من داود اسوة له في تحمل الصبر ، وذلك في قوله تعالى : «اصبر على ما يقولون واذكر ...»(2) . 
2ـ القرآن وصف داود عليه السلام بالعبد ، وفي الحقيقة ان اهم خصوصية لداود هي : عبوديته لله ، «عبدنا داود» ونقرا شبيه هذا المعنى بشأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسألة المعراج «سبحان الذي اسرى بعبده ...»(3) . 
3ـ امتلاكه للقدرة والقوة ، في طاعة الباري عز وجل والاحتراز عن 

1ـ راجع كتاب تنزيه الانبياء عليهم السلام للشريف المرتضى .
2ـ ص : 17.
3ـ الاسراء : 1. 





ارتكاب المعاصي وحسن تدبيره لشؤون مملكته ، في قوله تعالى : «ذا اليد» وجاءت ايضا بشأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين»(1) . 
4ـ وصفه بالاواب ، ونفي رجوعه المتكرر والمستمر الى الله سبحانه وتعالى ، : «انه اواب» . 
5ـ تسخير الجبال معه لتسبح في الصباح والمساء ، وهذا الامر يعد من مفاخره ، : «انا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق» . 
6ـ مناجاة الطيور وتسبيحها الله مع داود ، وهذه من النعم التي انعمها الله على داود ، : «والطير محشورة» .
فكل الطيور والجبال مسخرة لداود ومطيعة لاوامره ، وتسبح معه ، حتى الحديد الانه الله له يعمل وينسج منه الدروع ، «... والنا له الحديد»(2) . 
7ـ استمرار الجبال والطيور في التسبيح مع داود ، وفي كل مرة يسبح فيها تعود الجبال والطيور وتسبح معه ، وعلى هذا : «كل له اواب» تسبح الله عز وجل وتعود اليه . 
واحتمال آخر هو : ان كل ذرات العالم تعود اليه ومطيعة لاوامره تعالى . 
8ـ اعطاه الله الملك والحكومة التي احكمت اسسها ، اضافة الى وضع كل الوسائل المادية والمعنوية التي يحتاجها لنيل اهدافه تحت تصرفه ، : «وشددنا ملكه» اي ثبتنا واحكمنا مملكته ، بحيث كان الاعداء يحسبون لمملكته الف حساب . 
9ـ منحه ثروة مهمة اخرى ، وهي العلم والمعرفة التي تفوق الحد الطبيعي ، والتي هي منبع خير كثير ومصدر كل بركة واحسان اينما كانت ، : 

1ـ الانفال : 62.
2ـ سبأ : 10. 





«وآتيناه الحكمة» الحكمة التي يقول بشانها القرآن المجيد : «ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا»(1) ، وتعني العلم والمعرفة وحسن التدبير في امور البلاد ومقام النبوة والحكومة . 
10ـ واخيرا فقد من الله عليه بمنطق قوي وحديث مؤثر ونافذ ، وقدرة كبيرة على القضاء والتحكيم بصورة حازمة وعادلة ، : «وفصل الخطاب» . 
وقد استخدمت عبارة «فصل الخطاب» لانه كلمة الخطاب تعني اقوال طرفي النزاع ، اما «فصل» فانها تعني القطع والفصل ، وتعني هذه العبارة : قضاء بالعدل ، والمنطق القوي والتفكر العميق وسموه . 
حقا ان اسس اي حكومة لا يمكن ان تصبح محكمة وقوية ومنتصرة بدون هذه الصفات : العلم ، والمنطق ، وتقوى الله ، والقدرة على ضبط النفس ، ونيل مقام العبودية لله تعالى ... . 
وروي ان معنى «داود» انه داوى جرحه بود وقيل : داوى وده بالطاعة حتى قيل عبد . 
وعن ابي جعفر عليه السلام قال : ان الله تبارك وتعالى لم يبعث الانبياء ملوكا في الارض الا اربعة بعد نوح : ذو القرنين واسمه عياش ، وداود ، وسليمان ، ويوسف عليهم السلام .(2) 
وعنه عليه السلام قال : اوحى الله تعالى الى داود عليه السلام انك نعم العبد لولا انك تأكل من بيت المال ولا تعمل بيدك شيئا .(3) 
قال : فبكى داود عليه السلام فاوحى الله تعالى الى الحديد ان لن لعبدي داود ، 

1ـ البقرة : 269.
2ـ 3ـ قصص الانبياء للجزائري : ص378 و383. 

حكم ومواعظ من حياة الانبياء ـ الجزء الثاني 232 



فالان الله له الحديد ، فكان يعمل كل يوم درعا فيبيعها بالف درهم ، فعمل ثلثمائة وستين درعا ، فباعها بثلثمائة وستين الفا ، واستغنى عن بيت المال .(1) 
حزقيل وداود عليهما السلام : 



روي ان داود عليه السلام خرج ذات يوم يقرأ الزبور ، وكان اذا قرأ الزبور لا يبقى جبل ولا حجر ولا طائر ولا سبع الا جاوبه ، فما زال يمر حتى انتهى الى جبل ، فاذا على الجبل نبي عابد يقال له «حزقيل» ، فلما سمع دوي الجبال واصوات السباع والطير علم انه داود عليه السلام . 
فقال داود : يا حزقيل اتأذن لي فاصعد اليك ؟ قال : لا ، فبكى داود عليه السلام ، فاوحى الله جل جلاله اليه : 
يا حزقيل لا تعير داود وسلني العافية ، فقام حزقيل فاخذ بيد داود فرفعه اليه . 
فقال داود : يا حزقيل هل هممت بخطيئة قط ؟ قال : لا ، قال : فهل دخلك العجب مما انت فيه من عبادة الله عز وجل ؟ قال : لا ، قال : فهل ركنت الى الدنيا فاحببت ان تأخذ من شهوتها ولذتها ؟ قال : بلى ربما عرض بقلبي ، قال : فماذا تصنع اذا كان ذلك ؟ قال : ادخل هذا الشعب فاعتبر بما فيه . 
قال : فدخل داود النبي عليه السلام الشعب ، فاذا سرير من حديد عليه جمجمة بالية ، وعظام فانية ، واذا لوح من حديد فيه كتابة فقرأها داود عليه السلام فاذا هي : 
انا اروي سلم(2) ، ملكت الف سنة ، وبنيت الف مدينة ، وافتضضت الف بكر ، فكان آخر امري ان صار التراب فراشي ، والحجارة وسادتي ، والديدان 

1ـ قصص الانبياء للجزائري : ص378 و383.
2ـ وفي نسخة : اروى شلم . 





والحيات جيراني ، فمن رآني فلا يغتر بالدنيا .(1) 
ما اوحى الله تعالى الى داود عليه السلام : 



ان الله تبارك وتعالى اوحى الى داود عليه السلام قال : مالي اراك وحدانا ؟ قال : هجرت الناس وهجروني فيك . قال : فمالي اراك ساكتا ؟ قال : خشيتك اسكتتني . 
قال : فمالي اراك نصبا ؟(2) قال : حبك انصبني . 
قال : فمالي اراك فقيرا وقد اعطيتك ؟ قال : القيام بحقك افقرني . قال : فمالي اراك متذللا ؟ قال عظيم جلالك الذي لا يوصف ذللني ، وحق ذلك لك يا سيدي . 
قال الله جل جلاله : فابشر بالفضل مني ، فلك ما تحب يوم تلقاني ، خالط الناس وخالقهم باخلاقهم ، وزايلهم(3) في اعمالهم تنل ما تريد مني يوم القيامة .(4) 
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : اوحى الله عز وجل الى داود عليه السلام : 
يا داود كما لا تضيق الشمس على من جلس فيها ، كذلك لا تضيق رحمتي على من دخل فيها . 
وكما لا تضر الطيرة من لا يتطير منها ، كذلك لا ينجو من الفتنة المتطيرون . 
وكما ان اقرب الناس مني يوم القيامة المتواضعون ، كذلك ابعد الناس مني يوم القيامة المتكبرون .(5) 

1ـ البحار : ج14 ص25.
2ـ معناه : مالي اراك مجدا مجتهدا في العبادة متعبا نفسك فيها .
3ـ اي فارقهم في اعمالهم الرديئة وافعالهم الرذيلة .
4ـ الامالي للصدوق ص 118 .
5ـ نفس المصدر . 



وروي عن الصادق عليه السلام قال : اوحى الله عز وجل الى داود عليه السلام : ان العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فابيحه جنتي ، قال : فقال داود عليه السلام : يا رب وما تلك الحسنة ؟ قال : يُدخل على عبدي المؤمن سرورا ولو بتمرة . 
قال : فقال داود عليه السلام حق لمن عرفك ان لا يقطع رجاءه منك . 
روي عن ابن منبه قال : قرأت في زبور داود عليه السلام اسطرا منها ما حفظت ومنها ما نسيت ، فما حفظت قوله :
يا داود اسمع مني ما اقول والحق اقول : من اتاني وهو يحبني ادخلته الجنة . 
يا داود اسمع مني ما اقول والحق اقول : من اتاني وهو مستحيي من المعاصي التي عصاني بها غفرتها له ، او انسيتها حافظيه . 
يا داود اسمع مني ما اقول والحق اقول : من اتاني بحسنة واحدة ادخلته الجنة . 
يا داود اسمع مني ما اقول والحق اقول : من اتاني بحسنة واحدة ادخلته الجنة ، قال داود : يا رب وما هذه الحسنة ؟ قال : من فرج عن عبد مسلم ، فقال داود : الهي لذلك لا ينبغي لمن عرفك ان يقطع رجاءه منك . 
وان الله اوحى الى داود عليه السلام قال : ان العباد تحابوا بالالسن ، وتباغضوا بالقلوب ، واظهروا العمل للدنيا ، وابطنوا الغش والدغل(1) . 
يا داود : اذكرني في ايام سرائك حتى استجيب لك في ايام ضرائك(2) . 
يا داود : احبني وحببني الى خلقي ، قال : يا رب نعم انا احبك فكيف 

1ـ البحار : ج14 ص37.
2ـ البحار : ج14 ص37. 





احببك الى خلقك ؟ قال : اذكر ايادي عندهم فانك اذا ذكرت ذلك لهم احبوني .(1) 
يا داود : كما ان اقرب الناس من الله المتواضعون ، كذلك ابعد الناس عن الله المتكبرون(2) . 
يا داود : بشر المذنبين ، وانذر الصديقين . 
قال : كيف ابشر المذنبين وانذر الصديقين ؟ قال : يا داود بشر المذنبين اني اقبل التوبة واعفو عن الذنب ، وانذر الصديقين ان لا يعجبوا باعمالهم ، فانه ليس عبد انصبه للحساب الا هلك(3) . 
يا داود : من احب حبيبا صدق قوله ، ومن آنس بحبيب قبل قوله ورضي فعله ، ومن وثق بحبيب اعتمد عليه ، ومن اشتاق الى حبيب جد في السير اليه . 
يا داود ذكري للذاكرين ، وجنتي للمطيعين ، وزيارتي للمشتاقين ، وانا خاصة للمطيعين(4) . 
يا داود قل لفلان الجبار : اني لم ابعثك لتجمع الدنيا على الدنيا ، ولكن لترد عني دعوة المظلوم وتنصره ، فاني آليت على نفسي ان انصره وانتصر له ممن ظُلم بحضرته ولم ينصره(5) . 
يا داود : اشكرني حق شكري ، قال : الهي كيف اشكرك حق شكرك وشكري اياك نعمة منك ؟ فقال : الآن شكرتني حق شكري . 
وكان ايضا فيما اوحى الله عز وجل الى داود عليه السلام قال : 
يا داود : من انقطع الي كفيته ، ومن سألني اعطيته ، ومن دعاني اجبته ، 

1ـ قصص الانبياء .
2ـ 3ـ الكافي : ج2 ص123.
4ـ ارشاد القلوب : ج1 ص73.
5ـ نفس المصدر
[/align]
النور القادم
النور القادم

عدد المساهمات : 631
تاريخ التسجيل : 14/02/2014

https://mahdy.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى