{وأشرقت الأرض بنور ربها}

اعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم ،اللهم صل على سيدنا محمد وال محمد الطاهرين

،،،

( وأشرقت الأرض بنور ربها) 

،،

آية مباركة من آيات الذكر الحكيم ،،،اختلف المفسرون في معناها ،،،،،وكما نعلم أن للقرآن ظاهر وباطن ،،وتفسير وتأويل ،،

،،،

ومما قيل في معنى هذه الآية المباركة ،،

،،أن المراد من نور رب الأرض هما الحق والعدالة ،،الذي ينير بهما رب العالمين الأرض في ذلك اليوم حيث ذكر العلامة المجلسي في بحار الأنوار ( أي أضاءت الأرض بعدل ربها يوم القيامة ، لأن نور الأرض بالعدل ) 

،،،

وبعض المفسرون ،،اعتبروا الحديث النبوى ( الظلم ظلمات يوم القيامة ) شاهداً على هذا المعنى ،،

،،

فيما قال (الزمخشرى ) في تفسيره الكشاف ،،( وأشرقت الأرض بما يقيمه فيها من الحق والعدل ويبسطه من القسط ووزن الحسنات والسيئات) 

،،

كما اعتقد بعض ٌ آخر من المفسرين أنه إشاره إلى نور غير نور الشمس والقمر يخلقه الله في ذلك اليوم خاصة ،،،

،،،

أما المفسر الكبير العلامة الطباطبائى أعلى الله مقامه صاحب تفسير الميزان ،،فقال ،،

( أن المراد من إشراق الأرض بنور ربها ) هو ما يخص يوم القيامة من انكشاف الغطاء وظهور الأشياء بحقائقها وبدو الأعمال من خير أو طاعة أو معصية أو حق أو باطل للناظرين ،،،، واستدل العلامة الطباطبائى على هذا الرأى بالآية الثانية والعشرين من سورة ( ق)

( لقد كنت في غفلةٍ من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد)

وهذا الإشراق وإن كان عاماً لكل شئ يسعه النور ،،لكن بما أن الغرض بيان ما للأرض وأهلها يومئذ من الشأن خصها بالبيان ،،،

وطبعاً هذه التفاسير لا تتعارض فيما بينها ويمكن القول بصحتها رغم أن التفسير الأول والثالث أنسب من غيرهما ،،

،،،

ولا شك فإن هذه الآية تحدثت عن يوم القيامة ،،وبالمقابل لهذه الآية ارتباط بقضية الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه وظهوره ،،كما فسرتها روايات اهل بيت النبوة عليهم السلام ، فهى في الواقع نوع من التطبيق ،،والتشبيه ،وتأكيداً لهذا المعنى وهو عند ظهور الامام حجة الله وبقية الله في ارضه الحجة ابن الحسن المهدى 

تصبح الدنيا نموذجاً حيّاً من مشاهد يوم القيامة إذ ، يملأ هذا الامام بالحق ونائب الرسول الأكرم وخليفة الله ومحقق هدف المرسلين ،،الأرض بالعدل الى الحد

الذي ترتضيه الحياة الدنيا ،،،،

مثال على ذلك قول الامام الإمام جعفر الصادق عليه السلام المذكور عن المفضل بن عمر ،،والذي قال فيه

( إذا قام قائمنا أشرقت الارض بنور ربها واستغنى العباد عن ضوء الشمس وذهبت الظلمة ) 

،،،

كما تجدر الاشارة هنا ان اليوم الاخر يحوى مفهوم ( الساعة ويوم القيامة واليوم المعلوم ) وكل المعانى المحصورة مابين اليومين المذكورة في القرآن أسماء يوم القيامة 

،،،

اذن ظهور امامنا عجل الله تعالى فرجه ،،هو نموذج كامل للعداله والسلام والجنة ،،نسال الله ان يقر اعينكم واعيننا بذلك اليوم ،،

اللهم امين 

وصل ياربنا على سيدنا محمد وال محمد 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،